أخبار الصحة العالمية
رائحة المطر"Petrichor"، أسبابها، وسر حبنا لها
مذ كنا
أطفالاً ونحن نتظر فصل الشتاء بفارغ الصبر، كبرنا ومنا من شاب شعر رأسه ومازالت
رائحة المطر تجعلنا ننهض من فراشنا كي نحتسي فنجان القهوة مع أغنية فيروز وهي تقول
"رجعت الشتوية"، دعونا نتعرف في هذا المقال على سبب هذه الرائحة وهل
فعلاً هناك ارتباط وثيق بين رائحة المطر وأغاني فيروز وتلك الرومنسيات أم أن
الموضوع علميٌ بحت وكل مانعيشه مجرد أعراض للوحدة؟
مما تنتج رائحة المطر المميزة أو ما تُسمى "Petrichor" ؟
هناك
ثلاث عوامل رئيسية تشترك سويةً كي تجعل الشوارع تزهو بهذه الرائحة الجميلة، أما
السبب الأول فهو النباتات، خلال فترات القحط والجفاف تفرز بعض النبات نوعاً من
الزيوت العطرية هذه الزيوت تغطي الأوراق والبذور وبعضها يتساقط على التربة، وكأنها
سجانٌ يمنع سجينه من الخروج، تمنع هذه الزيوت البذور من أن تنبت، ولكن يأتي
المطر بالفرج وتقوم الأمطار بمهمتها فتزيل هذه الزيوت وتجعلها تتبخر في
الهواء ناقلة إياها الى أنوفنا، وتعطي فرصة للبذور بأن تنبت.
أما
العامل الثاني فهو وجود نوع من البكتيريا يُدعى “actinomycete” يقوم بإفراز مادة تدعى “geosmin” هذه المادة تكون عضواً أساسياً من
الثلاثي المسؤول عن رائحة المطر.
أما
العامل الأخير فهو وجود غاز الأوزون في الهواء "الأوزون هو عبارة عن غاز
يتكون من ثلاث ذرات من الأوكسجين، كما توجد طبقة من هذا الغاز تكون جزءاً من
الغلاف الجوي الذي يحيط بالكورة الأرضية"، إذاً
رائحة المطر هي نتاج ثلاث عوامل لا رابع لهما "الزيوت العطرة الناتجة من
النباتات، البكتيريا، وغاز الأوزون"
وهنا يأتي السؤال المهم بعد أن علمنا سبب رائحة المطر، ماسبب حُبنا لها؟
يرى
العلماء أن حب الإنسان لرائحة المطر هي نتيجة للتطور البشري عبر الزمن، حيث يقوم
البشر بربط المطر بموسم الخير، فمع هطول الأمطار تسقى النباتات وتكتسي الأرض
باللون الأخضر، ولكن هذا لاينفي أنها تعتمد على التجربة الشخصية لكل بيئة ومجتمع
بالمطر، فهناك بعض المناطق التي ترتبط فيها الأمطار بالسيول والكوارث البشرية،
حتماً لا أحد هناك سوف يكون متشوقاً لشم رائحة المطر.
وأخيرا،ً نستطيع أن نقول أن سبب رائحة المطر هو أمر علمي بحت له أسبابه
ومسبباته ولكن حُبنا أو كرهنا له هو مايتعلق بشخصيتنا وتجاربنا وانطباعاتنا عن فصل
الشتاء عموماً.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق