صحة طفلك
إساءة معاملة الأطفال... الآثار الجانبية للمشكلة وكيفية القضاء عليها
من الممكن القول بصراحة أنَّ ظاهرة إساءة معاملة الأطفال هي مرض راح
ضحيته الملايين من تلك الكائنات البريئة حول العالم. لقد طالت الاعتداءات بنوعيها
البدنية والجنسية ما يقرب من ربع تعداد الأطفال حول العالم، وهذا ما أعلنته منظمة
الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، وقد تبين أن هؤلاء الأشخاص لم يفصحوا عن
تلك الاعتداءات إلى بعد سن البلوغ. لقد تخطت إساءة معاملة الأطفال حدود المنطق حول
العالم بشكل عام وفي الدول العربية بشكل خاص، والتي تتمثل في الاعتلالات التي تعكس
الحالة النفسية للكثير من الأطفال. إذاً... ما سبب انتشار تلك الظاهرة؟ وهل يوجد
سبيل للتخلص منها؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
من أين تنبع مشكلة إساءة معاملة الأطفال؟
للأسف جميعنا يعلم إجابة هذا السؤال، ولكن لا أحد يبالي! من بين
الدراسات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد؛ أنَّ هناك رجل واحد من
أصل 13 رجلاً، وامرأة من أصل 5 نساء، قد أدلوا بتصريحات حول تعرضهم للاعتداءات
الجنسية في سن الطفولة، فضلاً عن تعرض الكثير منهم إلى الإهمال والإيذاء النفسي.
لك أن تتخيل أنَّ النسبة الأكبر من الأطفال دون الخامسة عشر الذين
يموتون كل عام، ويبلغ تعدادهم 41000 طفلاً، يُعزى سبب وفاتهم إلى الغرق والحروق
وحالات السقوط الناجمة عن سوء المعاملة من قِبل مجتمعاتهم! ومن هنا يتبين أن
المشكلة جُلَّها تكمن في المجتمع نفسه، وأنَّ المعاملة القاسية للأطفال أصبحت
مرضاً تتوارثه الأجيال جيلٌ عن جيل.
الآثار الجانبية المترتبة على إساءة معاملة الأطفال
إنَّ المعاملة القاسية للأطفال مرض خطير، له عواقب جسيمة لا تقل خطراً
عن عواقب الأمراض المستعصية. لطالما كانت البيئة المناسبة لانتشار هذا المرض؛ هي
بيئة يقطنها النوع السيء من البشر. لقد أحالت معتقدات تلك النفوس المريضة حياة
العديد من الأطفال إلى جحيم ولو بكلمة واحدة. وهنا نجد العديد من المشاكل التي
تترتب على تلك المعاملة السيئة:
·
قد تكون
المعاملة القاسية للطفل سبباً في عرقلة نمو الدماغ في مراحله الأولى، ذلك بالإضافة
إلى كل من الجهاز العصبي والجهاز المناعي.
·
يصاب
الطفل بالعديد من المشكلات الصحية سواء كانت جسدية أو نفسية، والتي تتمثل في الإصابة
بمرض السمنة، والاكتئاب، فضلا عن التوجه للتدخين والذي قد يتطور بدوره إلى تعاطي
المخدرات.
·
لم
يسلم الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة من المشاكل الجنسية التي لا يُحمد
عقباها، والتي قد يكون من ضمنها حمل الفتيات الغير مرغوب فيه.
·
تزيد ظاهرة
إساءة معاملة الأطفال من فرص الانتحار، وكذلك التعرض إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل
السرطان، وأمراض القلب.
كيف يمكن وقف الإساءة إلى الطفل؟
لطالما كان تطبيق القوانين الصارمة الخطوة الأولى في حل أي مشكلة! لا
بد من العمل بالقوانين التي تجرم إساءة معاملة الأطفال، وتحفظ حقوقهم، خاصة في
المجتمعات التي تضرب بتلك القوانين عرض الحائط، وتجعل من الإساءة للأطفال عادة
يومية راح ضحيتها الكثيرون.
قد تلعب حملات التوعية والتثقيف -التي يتم تدشينها لتحسين مهارة الآباء
في تربية الأبناء- دوراً بالغ الأهمية في الحد من تلك الظاهرة، وبذلك يتم خلق جيل
جديد قادر على تربية الأطفال على النهج السليم، الخالي من الإساءة والمعاملة
القاسية.
يقع الدور الأكبر في التخلص من ظاهرة إساءة معاملة الأطفال على عاتق
أفراد المجتمع بوجه عام، والآباء بوجه خاص؛ وذلك لكونهم السبب الرئيسي لتواجد تلك
المشكلة من الأساس.
لا بد أن تتيقن عزيزي القارئ أنَّ الأطفال منذ ولادتهم مثل الشركة
الناشئة التي ينقصها الإدارة، فاحرص على نجاح إدارتك، وحذاري من سوء التخطيط؛
فحتماً نهايته كارثية.
المصدر: منظمة الصحة العالمية


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق