مصطلحات ومفاهيم عليك معرفتها عن الفيروس
مصطلحات ومفاهيم عليك معرفتها عن الفيروس
لقد أصاب البشرية كلها رُعبًا، وتملّك هذا
الرعب من الصغير، والكبير، والقوىّ والضعيف، بل وفتك بالدول العُظمى التي كانت
تعتقد أنها يمكنها أن تقهر أي شئ يعوق تقدمها من خلال ما توصلت إليه من علم
وتكنولوجيا.
والآن هل تخيلت أنّ هذا الرعب بسبب حيوان ضخم
أم الغوريلا التي كانوا يُرعبوننا بها عندما كنّا صغارًا؟
عذرًا فالموضوع ليس كما خُيّل لك، والآن لعلك
تتساءل وهل يوجد أخطر مما تخيلته ؟
ما رأيك لو أخبرتك أنّ هذا العدو الفتّاك
المُرعب هو فيروس صغير جدًا لا يكاد يُرى بالعين المجردة
والآن طرأ بذهنك سؤالًا ألا وهو ما هو هذا
الفيروس أو الكائن الذي استطاع أن يفعل كل هذا؟
اسمح لي أولًا أن أخبرك أن الفيروس هو ليس
كائنًا حيًّا.
وفي هذا المقال سأوضح لك ما هو الفايروس
ولماذا لا يُعدّ كائنًا حيًا فهيّا بنا:
ما هو الفيروس؟
الفيروسات هي ليست كائنات حية رغم كل ما تُسبّبه
من أمراض وكوارث وأوبئة، ولا تتكون هذه الفيروسات من خلايا التي تكون الوحدة الأساسية
للحياة، ولا تستطيع أن تتكاثر خارج جسم الإنسان، لذلك يتوّجب على الفيروس حتى
ينتقل من إنسان لآخر أن يدخل داخل خلية ويتكاثر بداخلها ويستخدم ماكينتها
التصنيعية حتى يتكاثر.
لماذا لا يُعد الفيروس كائنًا حيًّا؟
فالخلية هي وحدة بناء الكائن الحي وتتكون من مكونات أساسية وهي الغشاء الخلوي والسيتوبلازم والنواة، وهذه المكونات يفتقدها الفيروس، لذلك فالفيروس ما هو إلا مادة وراثية مُحاطة بغشاء بروتيني، ليست له نواة، وليس له سيتوبلازم، وليس له غشاء خلوي.
والغشاء البروتيني
المُحاط به هذا الفيروس عليه عدة أنواع من البروتينات، فإحدى هذه البروتينات قادرعلى الدخول إلى
الخلية الإنسانية ومهاجمتها، وبعضها وظيفته السيطرة على الماكينة التصنيعية
للخلية الإنسانية، والآخر مسئول عن خروج الفيروس من الخلية الإنسانية والانطلاق إلى خلية أخرى.
معلومات عن تركيب الفيروسات
ولا بدّ أن تعرف أن الفيروسات التي تتكون من RNA هي فيروسات قادرة على التحوّر والتغير بشكل سريع، ولذا نرى أنَّ هناك فيروسات تظهر بين الحين والآخر تغير من شكلها لكي تصبح غير معرّفة للجهاز المناعي في الإنسان أو الحيوان، أما الفيروسات اللي تتكون من DNA مثل الجدري لا تتغير عبر مدة طويلة من الزمن ولذلك نستطيع ان نستخدم اللقاح ضدها.
لذلك فإن الفيروسات التي تتكون من RNA والتي تغيّر من شكلها باستمرار تكون خطرًا جدا؛ لأنها تأتي مفاجأة على الجهازالمناعي الذي لم يكن مستعدًا لها.
ولكن أودّ أن أُنوه أنه رغم كل هذه القوة
التي أعطاها رب العالمين للفيروس للدخول للخلية، والتكاثر بها، والتحكم بالخلية والماكينة التصنيعية للخلية، والخروج منها،
والانتقال من شخص لآخر، وتطوير شكله، إلّا أن الله أعطاه تخصص، فمثلًا فيروس
كورونا متخصص في التهام أو الدخول إلى نوع واحد من الخلايا وهي الخلايا الرئوية.
ونحمد الله أن الفيروسات تكون متخصصة وإلا
فقد تمكنت من الفتك بنا بلا أي رحمة.
أتمنى أن أكون وضّحت لكم ما هو الفيروس،
ولماذا لا يُعد خلية أو كائنًا حيًّا...... ، وفي المقال التالي سنتحدث عن رحلة
دخول الفيروس إلى الخلايا وكيف يتعامل الجسم معها .
وعفا الله عن الأمة جميعها من الإصابة بأي
فيروسات.
إعداد/ أماني إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق