الهيستيريا (Hysterical
reaction)
(بيضحك ضحك هيستيرى)، جملة مصرية تُقال دائما عندما يستمر الشخص بالضحك وقتًا طويلًا، وفى نفس الوقت يظهر الضحك كأنه نابع من القلب، فهل هناك ضحك هيستيري حقًا أم أنها خرافة؟
والإجابة هى نعم، هناك ضحك هيستيرى،
وهو يُعد عرض من أعراض مرض الهيستيريا، فلنتعرف عنه أكثر في مقالنا:
ما هي الهيستيريا (hysterical
reaction)؟
الهيستيريا هي الهروب من مواجهة النفس، وهى كلمة ارتبطت بكلمة الجنون فى
معناها؛ ولذلك عندما يضحك الشخص ضحك جنونيًا وبكثرة يُقال عنه أنه يضحك ضحك هيستيرى،
فهو مرض نفسي ينقسم تحت أمراض نفسية عصبية، هذا المرض يحير الكثير من الأطباء في
تشخيصه؛ وكذلك من يعيشون مع المريض، فهم
لابد أن يمتلكوا بعض السمات التي تمكنهم من التعايش مع المريض، صاحب هذا المرض
متغير المزاج، وكذلك الحالة النفسية؛ فأحيانا
يكون متفائلًا وسعيدًا ومرحًا، وفي لحظة ينقلب مزاجه إلى حالة فتور وتعب واكتئاب.
والآن لنسرد االموضوع أكثر لنوضح ما نريده أن يصل لك عزيزي القارئ.
سمات الشخصية الهيستيرية
في البداية سمات الشخصية الهستيرية عند أغلب الناس، ولكن إذا زادت نسبتها إلى فوق الطبيعى فهذا يُعد مرضا نفسيا هستيريا ولابد له من العلاج.
السمات:
- شخصية المريض سطحية لا ينظر للأمور بعمق.
- شديد المبالغة والانفعال والتهويل في الأمر، وغير صادق فى مشاعره وأحاسيسه.
- عدم صدق مشاعره وسطحيتها تجعله يفعل أشياء لا يرغب فيها، وإنما يفعلها لجذب الاهتمام، وهذا يكون بتأثير عقله الباطن؛ حيث أن العقل الواعي لا يرغب أن تكون بعض السمات الفاسدة في الشخصية فتنتقل هذه السمات إلى العقل الباطن.
- الصراع النفسي الشديد لديه؛ حيث يوجد صراع داخلي بين العقل الباطن والواعي، كلًا منهما يحافظ على السمات التي بداخله.
- يتسم بالأنانية وعدم الإحساس بالأخرين.
أعراض مرض الهيستيريا
- ينفصل المريض بشكل مؤقت عن الواقع.
- يصاب بانفعال وغضب شديد، ولكن هذا يكون أمرًا سطحيًا مؤقتًا، يقوم به دون أن تُصاب به الوجدان أبدًا.
- تشعر أنه ممثلًا بارعًا، ولكن تلك التصرفات لا يظهرها المريض عمدًا، وإنما تكون بلا إرادته عن طريق عقله الباطن.
تلك الأعراض ينتج عنها أعراض ثانوية تنقسم إلى نوعين:
أعراض تحولية (conversion symptoms)
وهذه مشكلات جسدية تنتج من المشكلات النفسية المذكورة مسبقًا، فعندما يصاب المريض بالانفعال الشديد قد يسبب له:
- شللًا.
- عمى البصر.
- فقدان النطق.
- الصمم .
- الغيبوبة.
- تشنجات.
- قىء.
- فقدان الإحساس.
- ارتعاش في الأطراف.
- حركات لا إرادية في أي مكان في الجسم.
- كما يشعر بآلام في الجسم.
ولكن كل هذا يكون بشكل مؤقت ولا يشعر المريض به ولا يبدو متألمًا.
كل هذه الأعراض وراءها سبب لحدوثها؛ لأنها عبارة عن صراع نفسي مكبوت في العقل الباطن، ولكي نعرف كيف نتعامل مع المصاب ونعالجه يجب أولا أن نعلم ما وراء حدوث تلك الأعراض:
- شلل اليد اليمنى: معناه أنه لايريد أن يرى أي شىء متعلق بالكتابة، أو أي شيء يضايقه، أويصارعه ويعجز عن القيام به.
- فقدان النطق: معناه أنه يمنع نفسه عن قول شيء يريد أن يقوله، ولكنه لا يستطيع؛ لأنه يوقعه فى المشكلات.
- القيء الهيستيري: يعني الاشمئزاز من شيء ما.
ملحوظة: هدف المريض هو انهيار الأهل، فلابد منهم ألا يظهروا أي نوع من القلق والانزعاج؛ لأن هذا يُثبت العرض أيضًا بدلا من أن يُشفى خلال ساعات.
- أولا وقبل كل شيء يجب أن يمتلكوا برود أعصاب.
- لا يظهروا الانهيار أبدًا.
- التحلى بالصبر والثبات.
- يجب أن يدركوا أن مرضه هذا بسبب صراع نفسي، وأنه يحتاج لمساعدة حقيقية؛ ليتمكن من العودة لحياتهم الطبيعية.
والآن بعد ظهور تلك الأعراض، وتمكن الطبيب النفسي من تشخيصه أنه مرض هيستيرى أعراضه تحولية، يبدأ فى العلاج، وهو عن طريق جلسات نفسية، يقوم فيها الطبيب بإعطاء المريض حقنة تسمى بحقنة التفريغ (abreaction)، وهي حقنة من مادة الفينو باربيتون تعطى فى الوريد، وبالتالى يُفتح العقل الباطن، فيخاطب الطبيب العقل الباطن لدى المريض دون أن يشعر العقل الواعي بذلك.
أعراض انشقاقية (Dissociative Symptoms)
وهنا تأتي مرحلة تحلل الشخصية، يود المريض أن يهرب من حقيقته ومن مواجهة
النفس، فيبتعد عن الواقع وهنا تتدرج المرحلة إلى عدة أنواع:
- النسيان المرتبط بأحداث معينة
ويسمى (هيستيريا محيطية)، وهذا يستمر لفترة مؤقتة، بينما هناك نوعًا آخر،
وهو نسيان واقعه الكلي؛ ينسى المريض كل شيء يخصه حتى اسمه، وهذا النوع يسمى الشرود
الهيستيري (furgue)
- وهناك نوع آخر من التحلل، وهوالانفصال عن الشخصية الأصلية والتحول إلى شخصية جديدة، تلك الشخصية يقوم فيها المريض بكل شيء كانت تود الشخصية الأصلية فعلها ولا تستطيع.
- يأتى النوع الثالث من تحلل شخصية المريض وهى النكوص للطفولة وهذه تسمى ( شبه العته الهيستيري)، فيعود المريض لمرحلة الطفولة ويفعل مثل الأطفال تمامًا، وهذا النوع هدفه أيضًا الهروب من المسئوليات والأمورالواجبة عليه، والتي لا يقبل بها عقله الواعي فيتسلمها عنه عقله الباطن.
- وآخرهم السير نومًا ( أي السير أثناء النوم)
عزيزى القارىء قد تكون فوجئت من تلك الأعراض، والأكثر سمات الشخصية التى من الممكن أن توجد فى أي شخصية، ولكن لا تقلق ففى زمننا هذا كل شىء أصبح له علاج، والأن هيا بنا لنتعرف عن علاج الهيستيريا.
العلاج
بداية الهدف من
العلاج ليس زوال الأعراض؛ لأنها إذا أُزيلت، فمن الممكن العودة مجددًا ما دام
الصراع موجود، وما دامت الشخصية ما زالت ممتلكة السمات الهيستيرية.
الهدف
من العلاج
الهدف من العلاج
هو إزالة الشيء من جذوره؛ لكي لا يتمكن من العودة مجددًا، فكيف يمكن القيام بذلك؟
- العلاج بالأدوية قد لا يقوم بالمفعول الذي يُرجى؛ لذا فالحل الوحيد العلاج النفسي والذى هدفه:
-
حل الصراع.
- محاولة إنضاج
الشخصية؛ لكي تتمكن من مواجهة الواقع وصمودها وعدم تحللها وإفنائها.
ولكن قبله من اللازم القيام بعدة أمور، وهي كالتالي:
- معاونة الأهل هو الأساس في هذه الحالة؛ لأن المريض يحتاج إلى معرفة جيدة لشخصيته وللضغوط التي يواجهها في حياته ؛ لأن الصراع النفسي الذي بداخله هو السبب الرئيسي لوصوله إلى تلك المرحلة.
- عدم التجاهل للأعراض التي طرأت على المريض، وفي نفس الوقت عدم التظاهر بالقلق والانهيار؛ لأن هذا ليس من صالح المريض.
- إعطاء حقنة التفريغ ضرورية جدًا في حالة إن كانت الأعراض تحولية.
- بعد ذلك تأتي مرحلة العلاج النفسي.
إلى هنا نكون
وصلنا لنهاية المقال ودمتم بصحة وعافية.
إعداد/ يمنى عرفة
تدقيق/ أماني إسماعيل


مفيد جداا. شكرا ⚡
ردحذف